أصبحت القارة الآسيوية من أكثر مناطق العالم تقدمًا على مستوى التقنية الحديثة، وحظيت تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بحيز كبير من اهتمام العديد من دول القارة، حتى أصبحت تتمتع بوضع تنافسي عالي على مستوى العالم.
إن العلاقات بين مصر والدول الآسيوية المتقدمة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي علاقات مميزة. ولأن الدول الآسيوية من أقطاب هذا المجال في العالم، تسعى مصر إلى الاستفادة من الخبرات والميزات التنافسية التي تتمتع بها في العديد من المجالات مثل: التحول الرقمي، وبناء القدرات، والتصنيع الإلكتروني وغيره. بالإضافة إلى التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وكيفية استخدام تقنياتها من أجل إيجاد حلول تطبيقية للتحديات الوطنية في العديد من المجالات: التنمية الاقتصادية، والزراعة، والصحة، والتعليم، ومعالجة اللغات الطبيعية وغيره.
كما تسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى الاستفادة من خبرات الدول الآسيوية في مجال بناء القدرات، في إطار السعي لبناء الإنسان المصري الجديد المسلح بالمهارات الرقمية اللازمة لسوق العمل، سواء على مستوى الدراسات العليا من خلال التعاون مع أرقى الجامعات الآسيوية ذات السمعة العالمية لتنفيذ مبادرة "بناة مصر الرقمية" بحصول الطلاب المصريين المتفوقين على درجة الماجستير في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني والروبوتات وعلوم البيانات، أو على مستوى تعليم النابغين، أو على مستوى رفع كفاءة الكوادر المصرية العاملة في القطاع من خلال البرامج التدريبية المتقدمة التي توفرها بروتوكولات التعاون مع الدول الآسيوية.
هذه الرؤية المصرية لأهمية التعاون مع الجانب الآسيوي، يقابلها دوافع عند العديد من الدول الآسيوية للتعاون مع مصر، نظرًا لما حققه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري من تقدم عبر الأعوام الماضية، هذا بالإضافة إلى دور مصر المحوري في المنطقة، باعتبارها قلب الوطن العربي وبوابة أفريقيا.