التقي اليوم الدكتور/ محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بسفراء دول حوض النيل (9 سفراء) بالقاهرة لبحث سبل التعاون المشترك المستقبلية بين مصر ودول حوض النيل وتعريفهم بمجتمع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري.
كما يشمل اللقاء استعراض عدد من مشروعات التعاون الإستراتيجية بين الجانبين، والتعرف على برامج وأنشطة أهم المؤسسات التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) والمعهد القومي للاتصالات.
هذا وقد قام السادة السفراء والوفود المرافقة لهم بجولة تفقدية في القرية الذكية زاروا خلالها مركز اتصال أكسيد ومركز التوثيق التراث الحضاري والطبيعي، وشاهدوا عرضاً لتوثيق تاريخ مصر القديم الفرعوني والقبطي والاسلامى والتاريخ الحديث باستخدام أحدث وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات. وتعرفوا عن كثب على أهم أنشطة شركات تكنولوجيا المعلومات المحلية والعالمية.
وصرح الدكتور/ محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "بأن هذا اللقاء يأتي في إطار تفعيل محور التعاون الدولي لإستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي يهدف إلى التوجه بقوة نحو السوق الإفريقية وزيادة التعاون مع دول حوض النيل والعمل على تكامل الرؤية المستقبلية للقارة الأفريقية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وذلك إيمانا منا بضرورة بناء شبكة من العلاقات المتينة والقوية مع الدول الإفريقية وخاصة دول حوض النيل وخلق قنوات وأهداف مشتركة وأطر عمل تنظيمية وقواعد حاكمة تخدم سياسات واقتصاديات كل الأطراف في أفريقيا في هذا المجال، حيث تم الاتفاق على أن تقوم مصر بتقديم الدعم التقني اللازم لدول حوض النيل من خلال نقل الخبرات التي تتميز بها في مجالات التدريب وصقل المهارات التقنية وتمكين الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبناء قدراتهم، والتعاون الفني في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإثراء التواصل الثقافي والمعرفي في هذه المجالات.
وأضاف الدكتور/ سالم أن شهر أكتوبر الجاري سوف يشهد إطلاق أكبر مشروع مصري- إفريقي للتنمية البشرية والتدريب وتنمية القدرات وتقدم هذا المشروع الحكومة المصرية برئاسة الدكتور/ عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لدول حوض النيل بهدف تنمية القدرات والمهارات ورفع كفاءة الكوادر الإفريقية المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ومن المقرر أيضاً أن يقوم الدكتور/ سالم بزيارة لعدد من دول حوض النيل خلال شهر ديسمبر القادم هي: كينيا، وأوغندا، وأثيوبيا وذلك لتفعيل عدد من البرامج والفعاليات التي تقوم على التعاون والشراكة وتبادل المصالح والخبرات بين مصر ودول حوض النيل خلال الفترة القادمة.
كما تم الإعلان عن التعاون في مجال دعم أنشاء البنية الأساسية للاتصالات في أوغندا بالتعاون مع الشركة المصرية للاتصالات، وقد بحث أعضاء البعثة المصرية مع المسئولين الأوغنديين مقترح إنشاء مشروعات جديدة في أوغندا بخبرات مصرية في مجال خدمات التعهيد ومراكز الاتصال وتطوير البنية الأساسية لشبكات الاتصالات لإحداث نهضة تكنولوجية هناك بالاستفادة من التجارب والخبرات المصرية خاصة في مجال إنشاء القرى الذكية ومراكز الاتصالات وخدمات التعهيد.
هذا ومن المقرر أن تنطلق في الأسبوع القادم بعثة مصرية أخرى إلى دولتي أثيوبيا، وجنوب السودان وتضم البعثة خبراء من معهد تكنولوجيا المعلومات لبحث تقديم خدمات التدريب والتنمية البشرية، وتضم بعض من قيادات الشركة المصرية للاتصالات للاستفادة من خبرات الشركة في إقامة بنية أساسية لخدمات الاتصالات وخصوصاً في دولة جنوب السودان.
وفي إطار التعاون على التدريب والتمكين التقني فمن المقرر أن يبدأ تقديم مجموعة من البرامج المتخصصة منتصف هذا الشهر ليستفيد منها مجموعة من المتخصصين والمحترفين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من دول رواندا واريتريا وبوروندي.
وعلى صعيد تأمين الفضاء الالكتروني كان الجانب الأوغندي قد طلب من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقييم الاحتياجات الفعلية لإنشاء وتفعيل تأمين الفضاء الالكتروني والمراكز الوطنية للاستجابة لطوارئ الاتصالات (وهو ما يعرف بـ CERT) من معدات وكوادر، وكذلك التدريب المتخصص في هذا المجال.
وفي مجال توثيق التراث الطبيعي فقد تم الاتفاق على تفعيل خطاب النوايا عن طريق التعاون بين وزارة السياحة والثقافة الأوغندية ووزارة الاتصالات الأوغندية والتنسيق لإرسال خبير من مركز توثيق التراث لوضع خطة عمل لتنفيذ المشروع بحيث يتم تدشينه بعد عام خلال أكتوبر 2012 في العيد الخمسين لاستقلال أوغندا.
وفي دولة جنوب السودان الوليدة فقد أبدى الجانب السوداني ترحيبه الشديد بالمبادرة المصرية في تدريب كوادر من أبناء السودان الجنوب وتأهليهم في مجال تكنولوجيا المعلومات، ورغبته الأكيدة والسريعة في تفعيل هذا التعاون البناء. كما كانت هناك أيضا الكثير من الاتصالات مع دول مثل إريتريا وبوروندي ورواندا فيما يتعلق بمجال التدريب وتمكين الشباب في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث جاري التنسيق لبدء استقبال المتدربين في الشهر الجاري.
وكان الجانب الإثيوبي قد رحب ببدء تنفيذ عدد من البرامج والدورات التدريبية، وإيفاد بعثة من الخبراء المتخصصين المصريين لمناقشة الآليات المناسبة لبدء التفعيل وإيجاد الحلول الملائمة لمعامل التدريب. أما الجانب الكيني فقد أعرب أيضا عن رغبته في معرفة الآليات اللازمة لإنشاء المباني الذكية من خلال تبادل الخبرات المصرية في هذا المجال. هذا فضلا عن بعض المباحثات واللقاءات التي يتم إجراؤها حاليا مع باقي دول حوض النيل.
الجدير بالذكر أن مصر قد ساهمت بجهود واسعة فيما يتعلق بتحديث قطاع البريد في إفريقيا من خلال توفير المساعدات الفنية المتخصصة اللازمة وتدريب الكوادر البشرية، ونقل الخبرات المصرية المتميزة في مجال تقديم الخدمات والمنتجات البريدية ووضع وتطوير الأنظمة في هذا المجال الحيوي.