مصر هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، فالقواسم المشتركة من التاريخ والجغرافيا والثقافة واللغة والدين، جعلت مصر والدول العربية ذات مصير واحد، نسَّج روابط سياسية وأيديولوجية راكمت حلقات متشابكة من المصالح الواحدة والقضايا المشتركة. كما أن تفاعل مصر مع محيطها العربي كان ومازال كبيرًا ومؤثرًا، حيث اضطلعت مصر دائمًا بدور مهم ثقافيًا وإعلاميًا وسياسيًا في الإطار العربي.
وفى العصر الحديث يُعد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أحد الأدوات والآليات الحديثة لتوطيد العلاقات المصرية العربية، كما أنه فرصة ذهبية للدول العربية إذا ما أحسن استغلالها وتوظيفها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وتتميز المنطقة العربية بأنها ديناميكية جدًا وتضم دولاً في مراحل مختلفة من التنمية، كما تمتلك المنطقة موارد وفيرة من رأس مال وقوة بشرية، ومن هنا أدركت مصر منذ بداية نشوء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية التعاون مع شركاء التنمية في المنطقة العربية، في تعاون بناء، يرتكز على الشراكة الفعلية التي تحقق نتائج ثنائية ملموسة، وفي ذات الوقت يسعى إلى تحقيق نهضة عربية شاملة في هذا القطاع.
لذلك، حرصت مصر على تبادل الخبرات مع جميع الدول العربية الشقيقة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في قطاعات البنية التحتية والسياسات والتشريعات وبناء القدرات وغيرها، كما عملت على جذب الاستثمارات العربية من خلال مشروعات ثنائية أو ثلاثية، فضلًا عن نقل الخبرات المصرية في النهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الدول العربية الأقل نموًا وتلك التي تمر بمرحلة إعادة إعمار ومن ثم تحتاج إعادة هيكلة لقطاع الاتصالات.