كلمة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجلسة الختامية للمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وصديقي السيد هولين زاو – الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات
أخي وصديقي السيد ماريو مانيفيتش – مدير قطاع الراديو
أصحاب المعالي الوزراء
السادة رؤساء الوفود،
الحضور الكريم؛
في ختام أعمال المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية؛ اسمحوا لي أن أعرب لكم عن خالص تقديري لمشاركتكم الفاعلة في هذا المحفل الدولي الهام والذي أثمر عن الاتفاقية الدولية للوائح الراديو "شرم الشيخ 2019".
ومن مدينة السلام والتي احتضنت مؤتمرنا هذا على مدار خمسة أسابيع؛ أود أن أتقدم بخالص التقدير والعرفان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته للمؤتمر وحرصه على افتتاح فعالياته، ويسرني أن أبلغ حضراتكم وافر تهنئته لكم جميعًا على النجاح المبهر الكامل لهذا المؤتمر.
لقد أثمرت مناقشات المؤتمر عن إصدار العديد من النتائج الإيجابية لمستقبل الاتصالات المحمولة ومنها حزمة من النطاقات الهامة والحيوية لمستقبل تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات المحمول.
إن تكنولوجيا الجيل الخامس تمتلك القدرة على أن تكون بمثابة النسيج المتصل للاتصال الرقمي في الغد، كما يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الحكومات وصانعي السياسات في تحويل المدن إلى مدن ذكية مما يتيح للمواطنين والمجتمعات إدراك الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والمشاركة فيها من خلال اقتصاد رقمي متقدم ومكثف بالبيانات، ومثلها مثل التكنولوجيا الجديدة الأخرى فإنها تمتلك القدرة على تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2063 من خلال تسهيل العمل على أهدافها المتميزة والمتنوعة.
كما تم التأكيد خلال مناقشات المؤتمر على حماية الخدمات المجاورة مثل خدمات التنبؤ بالطقس العالمية، بالإضافة إلى استصدار قرارات تهدف إلى تحسين إدارة وحركة المرور وأنظمة النقل العام والسلامة على الطرق وسلامة القطارات ومراقبة حركة السكك الحديدية من بين جوانب أخرى من وسائل النقل التي تهدف إلى الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لجعل مدن العالم أكثر أمانًا وأكثر ذكاًء.
السيدات والسادة
تغامرني سعادة بالغة لإصدار المؤتمر إعلان حول المساواة بين الجنسين في قطاع الراديو بالاتحاد، وهو أمر توليه مصر اهتمامًا كبيرًا، وقد قطعت فيها شوطًا طويلًا.
وفي مجال الأقمار الصناعية نجح المؤتمر في استصدار قرارًا لوضع الإطار التنظيمي لتشغيل المحطات الأرضية المتحركة، والتي تواجه تحديًا معقدًا وهو كيفية تقديم خدمات إنترنت موثوقة وعريضة النطاق إلى أهداف تتحرك، حيث أنها توفر اتصالات النطاق العريض، بما في ذلك الاتصال بالإنترنت، على منصات متحركة.
وكذلك الإطار التنظيمي في الخدمة للأقمار الصناعية غير المستقرة، حيث يستجيب العالم اليوم لتوفير خدمات الإنترنت فائق السرعة لتغطية المناطق النائية وغير المستفيدة بالخدمات الأرضية؛ هذا بالإضافة إلى تخصيص حيزات ترددية جديدة للخدمات الثابتة للأقمار الصناعية، وتوفير مواقع مدارية جديدة لتوفير التغطية عبر الأقمار الصناعية خاصة للدول النامية.
ويسرني أيضًا أن المؤتمر قد نجح في تحديد ضوابط الاحتياجات من الطيف والأحكام التنظيمية لإدخال والاستخدام العالمي للاستغاثة والسلامة في الطيران والتي سوف يكون لها عظيم الأثر في تطور صناعة الطيران من خلال توفير أنظمة مساعدة للملاحة الجوية لكي تكون على درجة عالية من السلامة والأمان.
الحضور الكريم في هذا السياق،،،
يسعدني أن أعلن لحضراتكم عن إطلاق أول قمر صناعي مصري بعد ساعات قليلة من ليلتنا هذه؛ لأغراض الاتصالات "طبية -1" ليقدم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والذي سيسهم في دفع دعم جهود التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت واسعة النطاق للمناطق النائية والمنعزلة من أجل دعم المشروعات التنموية بهذه المناطق، وكذا سعيًا لسد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية.
كذلك سيوفر تغطية لبعض دول شمال إفريقيا ودول حوض النيل، وهو أمر في حيز أولوياتنا في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019 واستضافتها لوكالة الفضاء الأفريقية.
وفي الختام؛
أود أن أهنئكم جميعًا على نجاح المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019، وعلى روح الزمالة التي تحليتم بها جميعًا خلال المناقشات والمباحثات، وعلى مبادرات التوافق التي نشأت للتقريب بين الرؤى المختلفة.
وأعرب عن أوفر إمتناني للاتحاد الدولي للاتصالات على ثقته في مصر لاستضافة أكبر محفل دولي لديه، وأخص بالشكر صديقي السيد هولين زاو الأمين العام للاتحاد، وصديقي السيد ماريو مانيفيتش مدير قطاع الراديو، وأهنئهما على النجاح الباهر الذي حققه المؤتمر هذا العام، كما أشكر أخي الأكبر الدكتور عمرو بدوي على إدارته المتميزة لأعمال المؤتمر وتحقيق نتائج مثمرة بتوافق كافة الدول الأعضاء.
أود أيضًا أن أثمن على الجهود التي بذلها أخي وصديقي محافظ جنوب سيناء، والقيادات التنفيذية بالمحافظة واتخاذ كافة التدابير لاستضافة هذا الحدث العالمي الضخم، واخراجه بصورة مشرفة.
وأخيراً وليس أخرًا؛ أود أن أشكر زملائي فردًا فردًا في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على الإعداد والتنظيم عالي المستوى والحرفية، وأود أن أشكر كل أعضاء الصحافة والإعلام العالميين والمحليين على تغطيتهم المتميزة لهذا المحفل الدولي الهام؛ آملًا أن تترجم توصيات ومخرجات المؤتمر إلى نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع تسهم في تطوير صناعة الاتصالات وتطويع تقنياتها لتحقيق التنمية المنشودة لبلداننا جميعًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.